معنى كلمة كرز بالتونسي، منذ اللحظة التي تم الإعلان عنها حول الحراك الاحتجاجي في تونس والتي تحدثت حول حكاية الفقير الخائب والفقير الباهي والكرزة البهيم، واحدة من القصص المؤثرة التي تعود إلى زمن الانتفاضة التي عرفت في أمجاد ذاكرة عموم الشعب التونسي، والتي لا زالت مكرزة في أذهانهم وفي عقولهم، لأنها فرحة الشتاء الأولى التي دخلت إلى بيوت وقلوب الفقراء والأغنياء، ليس ذلك فقط بل وكانت فرحة لكافة الطبقات الاجتماعية المهمشة في سوسة، التي ساهمت في بناء أسلوب الحيـاة المتكامل.
الكرز وثنائية ”الفقير الباهي“ و ”الفقير الخائب“
النظام الاجتماعي الذي يوجد فيه واقع الهيمنة، فهو الكرز فوق الشخص الذي يحتكر أسماء ومصطلحات مكونات العالم الاجتماعي هو الذي يضع إطارا للتمتع بما تتم مناقشته، ما هو ليس كذلك وطالما أن جيلاس هو الذي يحتكر وسائل الخطاب في إطار المجال العام والذي يقتصر عليه، فهو الذي يفرض السلوك الاجتماعي على متعة الفئات الاجتماعية التي تحكمه، وهذا مـا يسميه البعض باسم بورديو (العنف الرمزي) والذي يرتبط في أنماط تفكير الكرز، والدلالة على أنها قوية لدرجة أنه حتى الفقراء يستوعبونها، وهذا كل ما جاء في نص الكرز وثنائية ”الفقير الباهي“ و ”الفقير الخائب“.
بهامة خطاب الكرزة
دائما يتحدث الكيرزا وحده، ويغني وتستجيب له مجموعته كل ما يتحدث به في حديثه على أنه ليس كلاما قاسيا وبليغا، أي أنه لا يشرح حتى إحدى الظواهر الاجتماعية التي يتحدث عنها، وهذه على الأقل بلا سبب، لأنه لا يستمع طالما أنه يتحدث وحده طوال اليوم، كما لو كان وحده وهذا يحوله إلى خطاب يغنيه في مقطوعة موسيقية هي موسيقى الكرز المشهورة.
معنى كلمة كرز بـالتونسي
في هذا السياق، فلا تعني الكرز الشخص الذي يملك الكثير من المال بل كلمة تعبر عن مكانة اجتماعية في العلاقـات الاجتماعية وتوازن القوى، بالإضافة إلى المعنى السياسي والـاجتماعي والرمزي، وتعني أن أي شخص أو مؤسسة، تجلس في موقع مهيمن ويتم تقديمها كشخص مهيمن في النظام الاجتماعي الذي نحن فيه يسمى كرز في تونس، والكرزة رجل يعني الرجل الأقوى وهو الذي يحمل إحدى أدوات الهيمنة، رأس المال الاقتصادي، والإعلام، والعلاقات والأكتاف، ولا سيما القوة الحصرية للتسمية.
تكمن مشكلة المثقفين في أنهم أثبتوا تاريخيا أنهم قادرون على تسويق اقتراحهم في لحظة معينة، ومخاطرين بأن يكونوا قادرين على التحدث وفهم لغة شيري أي أن نجمة الكرز تجذبهم.
